من حقك أن تسأل من هو جوردي كاسيس ولماذا ارتبط اسمه بليونيل ميسي ونيمار وبرشلونة؟ وكيف بالله يكون أقوى من النجم الأرجنتيني ومن العبرقية البرازيلي ومن النادي الكاتالوني؟

الحقيقة أن جوردي كاسيس ليس لاعبا ولا نجما، بل إنه مواطن أسباني، عفو كاتالوني، عادي، ونفوذه لا يتعدى حدود القانون، وقوته تكمن فيما أعطاه (القانون) من حقوق. وبصفته مواطنا كاتالونيا انضم إلى نادي "السوسيوس"، أي مشجعي برشلونة الذين يزداد عددهم عن 100 ألف، وبصفته مشجعا تقدم بشكوى ضد رئيس النادي ساندرو روسيل واتهم إياه باختلاس أموال في قضية صفقة انتقال نيمار من سانتوس البرازيلي إلى برشلونة في تموز/يوليو الماضي.
   
ونتيجة هذه الدعوى، أصدر قاضي المحكمة الوطنية في مدريد، بابلو روس، الأربعاء حكما بقبول القضية، مشيرا في الوقت ذاته إلى عدم وجود أي "استعجال أو ضرورة" للاستماع إلى شهادة روسيل في هذه المرحلة.
وقالت المحكمة إنها ستطالب الاتحاد الدولي لكرة القدم بتقديم وثائق الصفقة، وكذلك فريق سانتوس بتقديم عقد انتقال نيمار.

وكان روسيل اعترف لأول مرة بان برشلونة دفعت 17.5 مليون يورو لسانتوس إضافة إلى 40 مليون يورو لشركة لأجل استقدام نيمار إلى صفوف النادي، علما أن ريال مدريد كان مهتما شديد الاهتمام بخدمات اللاعب. وكتبت صحيفة "آل موندو" الاثنين 20 يناير أن صفقة انتقال نيمار كلفت البارسا 95 مليون يورو وليس 57 مليون كما زعم روسيل.

ولاشك أن الدعوى التي رفعها جوردي كاسيس ضد أحد أبرز وأكبر الأندية العالمية دليل على قوة المواطن العادي عندما يستند إلى القانون، ودليل على أن ميسي ونيمار وروسيل وجوردي كلهم سواسية أمام القضاء. ألم يدفع ميسي خمسة ملايين يورو لمصلحة الضرائب قبل أشهر بعد أن يبتن أنه تحايل عليه؟

والدليل على قوة القانون في دولة القانون أن روسيل استقال من منصبه الخميس في سابقة تاريخية، ما يشير إلى أن جوردي كاسيس ربما كان على حق.